الاثنين، 4 مايو 2009

هل تزيل الخنازير 22 مليون لغم بالعلمين؟

صبحي مجاهد




أحد حقول الألغام بمنطقة العلمين في الصحراء الغربية
القاهرة – اقترحت منظمة التضامن بين شعوب آسيا وإفريقيا "أفرو آسيوي" على الحكومة المصرية بعد قرارها إعدام الخنازير الموجودة في البلاد، أن ترسلها إلى منطقة العلمين المليئة بالألغام في الصحراء الغربية، كي تتخلص من الألغام ومن الخنازير في وقت واحد، خاصة أن مصر تعجز عن توفير تكلفة نزع هذه الألغام.

وأجاز علماء بالأزهر وأساتذة الشريعة تنفيذ هذا الاقتراح للتخلص من الألغام والخنازير التي يقدر عددها في مصر بنحو 250 ألف خنزير.

وأرسلت المنظمة مؤخرا رسالة إلى الحكومة تقترح عليها إرسال الخنازير التي قررت ذبحها وإعدامها لمنطقة الألغام بصحراء العلمين (شمالي مصر)؛ حيث يتم إطلاقها تحت مراقبة مشددة لتسير بمنطقة الألغام، وبذلك تكون الحكومة تخلصت من الألغام والخنازير في وقت واحد، بحسب ما ذكرته صحيفة "صوت الأمة" المصرية المستقلة في عددها الصادر أمس الأحد.

طالع أيضا:
وبدأت "الحرب على الخنازير" فى القاهرة
إنفلونزا الخنازير.. المكسيك تعلن "انتهاء الأسوأ"
إعدام الخنازير المملوكة لمسلم.. هل يعوض صاحبها؟!
د. مصباح.. 10أسئلة حول الوباء الخطير

وتعاني مصر منذ عام 1942 من الألغام التي زرعها الحلفاء في الحرب العالمية الثانية "1939- 1945" في أرض العلمين مسرح العمليات القتالية، والتي بلغت نحو 22 مليون لغم، قامت بزرعها كل من بريطانيا، وألمانيا، وإيطاليا، وفرنسا، بحجة عمل حواجز صناعية تعويضية عن النقص في الحواجز الطبيعية غير المتوفرة في الصحراء الغربية.

وتسببت تلك الحقول الشاسعة من الألغام في الكثير من الحوادث وسقط بسببها الكثير من الضحايا؛ حيث راح ضحيتها -بحسب السجلات المصرية- نحو 10 آلاف شخص ما بين قتيل ومصاب غالبيتهم من الأطفال والمدنيين.

كما أنها تمنع التطوير والاستفادة من هذه الأراضي في الزراعة أو التنقيب عن البترول والثروات المعدنية، وإقامة المشروعات التي كان يمكن أن تدر على مصر مئات الملايين من الدولارات.

ولا يقتصر الأمر على تلك الدولارات التي كان يمكن أن تذهب إلى الخزانة المصرية، بل تعداه إلى مئات الملايين التي تدفعها الخزانة المصرية كتعويضات للمتضررين من ضحايا تلك الألغام أو تكلفة إزالة تلك الألغام.

وأمام خطورة هذا الوضع تحركت مصر لمطالبة الدول التي قامت بزرع الألغام بتقديم خرائط لحقول الألغام والمساهمة في تكلفة إزالتها، ودارت مفاوضات عديدة بين مصر وتلك الدول استغرقت سنوات طويلة، إلا أنها لم تسفر عن خطوات كفيلة بنزع هذه الألغام التي تحصد أرواح الكثير من المصريين سنويا.

"لا مانع"

وفي تصريحات "لإسلام أون لاين.نت" اليوم الإثنين أجاز الشيخ محمود عاشور عضو مجمع البحوث الإسلامية ووكيل الأزهر السابق قيام الدولة بإطلاق الخنازير في العلمين كي تتخلص من ألغام الحرب، قائلا: "باعتباري مسلم أرى حرمة أكل الخنازير وتربيتها، وبالتالي يجوز التخلص منها بأي طريقة، حتى ولو بالتفجير ما دام أن هناك مصلحة وفائدة".

وأضاف أنه "بدلا من إعدام الخنازير بدون فائدة، من الممكن إعدامها بمصلحة في منطقة العلمين كي تكون هذه الأرض صالحة للمجتمع، وكي يعيش الناس آمنين مطمئنين، ونكون بذلك حمينا الأفراد من مخاطر الألغام التي تسبب أضرار بالغة بسكان المنطقة، مما سيكون له مردود عظيم وجيد على الدولة، وسيوفر عليها الملايين التي ستنفقها للتخلص من هذه الألغام".

وذكرت منظمة الصحة العالمية أن معاملها أكدت 898 حالة إصابة بفيروس إنفلونزا الخنازير (إتش1 إن1) في 19 دولة بالعالم من بينها حالة في إيطاليا.

ومتفقا مع الشيخ عاشور، يؤكد الدكتور محمد الشحات الجندي الأمين العام للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية وأستاذ الشريعة أنه "لا مانع من تنفيذ هذا الاقتراح"، قائلا إن" ما يقترح بشأن التخلص من الخنازير بوضعها في الصحراء الغربية المليئة بالألغام حتى تتفجر فيها تلك الألغام اقتراح لا بأس به، ولا مانع منه؛ لأنه يحقق الغرض من درء المفاسد التي تنشأ عن الإبقاء على الخنازير، وما يترتب على ذلك من انتشار الوباء".

الشيخ عبد الحميد الأطرش رئيس لجنة الفتوى بالأزهر السابق يتفق أيضا مع هذا الاقتراح، مؤكدا أن إبادة الخنازير بأي طريقة جائزة، سواء كان ذلك بالقتل أو الإعدام أو بالتفجير في مناطق آمنة؛ لأنه محرم من عند الله.

" أمن قومي"

أما الدكتور مصطفى الشكعة عضو مجمع البحوث الإسلامية فيرى أن قضية التخلص من الخنازير ينبغي التصرف فيها بشكل يحافظ على الروح المصرية، ولا ينبغي إدخال الشرع في هذه المسألة حتى لا يأخذ طابعا خاصا؛ لكونها قضية قومية تتعلق بالحفاظ على سلامة الشعب المصري بغض النظر عن النظرة الدينية للخنزير.

وقال في تصريحات لإسلام أون لاين.نت إن: "كل دولة أدرى بشئونها من غيرها، ومن حق مصر أن تتصرف بالطريقة التي تناسبها، فما يناسب قطرا بعينه لا يناسب آخر، وإعدام الخنازير أو أي نوع من الحيوانات تصرف شرعي وطني من أجل المصلحة".

وأوضح الدكتور الشكعة قائلا: "لا نتعامل مع الخنازير كحيوان نجس، وإنما نتعامل معه كحيوان ناقل للمرض، والجميع وفيهم المسيحيون ورؤسائهم يوافقون على ما اتخذته مصر من طريقة للتخلص من هذا الحيوان".

وأعلن وزير الصحة حاتم الجبلي الأربعاء الماضي عقب اجتماع مع الرئيس المصري حسني مبارك أنه تقرر البدء فورا في ذبح كل قطعان الخنازير الموجودة في مصر؛ لتجنب ظهور مرض إنفلونزا الخنازير في البلاد، والذي يخشى من تحوله إلى وباء عالمي بعد ظهوره في العديد من دول العالم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق